• محمد صالح الجحافي
بناء العقول أولى من إعادة إعمار المباني وترميم القصور!
الاثنين 20 فبراير 2017 الساعة 01:13
محمد صالح الجحافي

كم نحن بحاجة الى بناء العقول وترميم الاخلاق واستعادة القيم والمبادىء الفاضلة فدعونا ننبذ العنصرية والعصبية، ونذهب بعقولنا نحو الأهداف السامية التي بعث من أجلها رسول الانسانية الأعظم عليه صلوات الله وسلامه الى يوم الدين،القائل:(إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق) وقوله عليه الصلاة والسلام أيضا  فيما معنى الحديث اتدرون من أقربكم مني منزلة يوم القيامة؟ قالوا بلى يارسول الله.. قال:أحاسنكم اخلاقاً.وكذلك انطلاقا من القول الشعري الحكيم لأمير الشعراء العرب بقوله:إنما الامم الأخلاق مابقيت * فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا.
فنحن لا نزال نتشبث بالأمور السطحية التي لا تخدم المجتمع،وانما تزيد من حالات الخلاف والشقاق بين أفراده وتضاعف أهدار أموال طائلة دون فائدة.
صحيح أننا نعيش اليوم أزمة إخلاقية موحشة ولذلك نحتاج لمواجهتها أولا، الى بناء العقول قبل التفكير بإعادة إعمار القصور وماخربته الحرب من مبان ومؤسسات حكومية ومنشآت عامة وخاصة ومساكن وغيرها،وانما نحتاج قبل ذلك وبشكل أكثر إلحاحا، الى بناء العقول بدلا عن التفكير في بناء وتطويع الحجر.
ولذلك فإن مايستوقفني للحديث عن هذه الأشكال التي تعتبر بمثابة انفجار قنابل اخلاقية وكذب  مفضوح على المجتمع ابتداء من أعلى هرم  السلطة وساسة البلد، ومرورا بتلاعب المسؤوليين بخدمات الناس ومقدرات الدولة كون كل همهم يتعلق بكم سيكسبون خلال فترة بقائهم في السلطة وحتى مغادرتها. فكل الوعود والاتفاقيات التي نسمعها منهم لم ينجز منها شيء.
ومن هذا المنطلق فان المجتمع بحاجة الى تفعيل الدور الحقيقي لمؤسسات الاعلام الناضج القائم على تعزيز الوعي المجتمعي ودعم تنمية القدرات والكفاءات الانسانية ومؤهلاته من خلال برامج وحملات تنويرية للرفع من أهمية الوعي بقيمة الانسان في البناء والتغيير نحو الافضل وتأسيس بيئة فكرية واخلاقية ناضجة على مختلف المستويات الإعلامية والمنظمات المجتمعية القادرة على تعزيز القيم الانسانية النبيلة المبنية على صناعة الحضارة والثقافة الراقية المرتكزة على خدمة الصالح العام والنضوج بالمسؤلية الاخلاقية لدى الدولة والمجتمع، أفراداً ومؤسسات مع احترام الواجب الوطني والاخلاقي الذي يمليه علينا ديننا وضمائرنا الحية.
 فاليوم نحن بحاجة ماسة الى ترميم اخلاق المجتمع والارتقاء بالنفس الانسانية من الداخل قبل ترميم البنية التحتية وإعمار ماتم هدمة في واقع حياة المجتمع.كون بناء وترميم العقول، أولى وأهم من إعادة إعمار المباني والقصور.

عن صحيفة اخبار حضرموت ..

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*