• *خالد محفوظ بحّاح
عامان على العاصفة
الثلاثاء 28 مارس 2017 الساعة 19:37
*خالد محفوظ بحّاح

تجمعنا الذكرى وتفرقنا طريقة تذكرها وقراءتها، وهي بلا شك سابقة عربية، حين قررت "مليشيا" أن تسطو على وطن بأكمله، في محاولة صارخة بحق وطن كان على موعد مع مشروع دولة جديد وربما عصر جديد أيضا.
عامان على عاصفة الحزم، وما زال الإنقلابيون يغامرون بهذا الوطن ومستقبل أبنائه، ويتعنتون بأنانية وكبرياء يروح ضحيته كل الوطن ويدفع الثمن كل أبناء الشعب.
لا يحتفي العقلاء بذكرى الحرب، بل يتطلعون لذكرى طيّها وإيقافها، يبذلون ما عليهم ويتنازلون عن مالهم (إن كان لهم حق) لأجل الوطن وكرامة المواطن.
ماذا ننتظر لكي نوقف هذا الجنون والدمار الذي لحق ببلادنا، استشهد الأبطال من رجالنا، ترملت النساء، تيتم الأطفال والبلاد تتهاوى يوما بعد يوم.
هل هناك ثمن أكثر من هذا ؟هل هناك معنى لأي شئ مزعوم يروح ضحيته شعب وبلد بأكمله ؟!
بين حشود الستين وجماهير السبعين يتلاشى المعنى الحقيقي للوطنية!.
يا لها ولاءات ضيقة ومقيتة نغـيض بها بعضنا البعض، نكابر ونبالغ في الإدّعاء، ويموت البسطاء على الأرصفة منتظرين لقمة العيش وحقهم في الحياة، ويتمدد الجوع والفقر وينتعش تجار الحرب وسماسرتها ببدلاتهم وملابسهم الأنيقة.
هل ننتظر ثورة في وجه من يسهم في تعـثّر جهود السلام وإنهاء الحرب، في وجه من يتعامل بلا مسؤولية وبروده مع جراح هذا الوطن، في وجه من يتاجر بأوجاعه، ويكذب على شعبه ويستغفلهم، ثورة من أجل الوطن وكرامة الإنسان، العالم كله معنا إلا أولئك فمع مصالحهم وذواتهم.
سنة بعدها أخرى إذا لم نبادر نحن بإيقاف هذه الحرب فلن يوقفها أحد، وسنة بعدها أخرى يضيق فيها كل شئ إلا المقابر والركام والفساد..
ليس يأسا الإقرار بذلك، ولكنها صفارات إنذار مدوّية تتطلب استفاقة عاجلة وعمل استثنائي بمسؤولية محضة من كل الأطراف، والعمل بطرق جدّية وواقعية بعيدا عن خطاب الوهم والبشائر السرابية.

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*