• نجيب يابلي
قمر تأبين فقيدنا منير جرادة
الاثنين 22 مايو 2017 الساعة 23:49
نجيب يابلي

السبت 20 مايو 2017م ومع نهار العاشرة صباحاً توجه محبون إلى المنصورة بمحافظة عدن صوب قاعة "مون لايت" (Moon Light) ، أي ضوء القمر، القمر الذي أنار قاعة الأحزان حباً في منير جرادة، وهنا حدث التجانس بين القمر ومنير جرادة، وكانت الفعالية مكرسة لأربعينية الفقيد الغالي منير عبدالله سعيد جرادة الذي فارقنا يوم الثلاثاء 28 مارس 2017م، ولا غرابة في ذلك لأن مارس كان إله الحرب عند الرومان ..
حقيقة، كان لقاء الأحبة القاضي فهيم عبدالله الحضرمي، رئيس محكمة استئناف عدن ود.قيس عبدالله جرادة والشيخ عبدالله الحوثري، رئيس فرع حزب رابطة أبناء الجنوب في عدن وأخي وصديقي الكاتب والباحث التربوي المترجم جبران شمسان وأخي وصديقي التربوي والشاعر محمد علي الوطني (ابن عمة منير جرادة) وكوكبة من القانونيين المعروفين، أحدهم ألقى كلمة نقابة المحامين وآخرون منهم الدكتور مختار، أستاذ بكلية الحقوق - جامعة عدن، والمحاميان خالد الكسادي وعلي العولي..
الكل قال كلاماً مشبعاً بالدموع، فالقاضي فهيم الحضرمي بكى زميله وأستاذه ورفيق دربه في مواجهة أعاصير القضايا التي وضعتهم في محك صعب جعلتهم - ولاشك - بعيدين من الحكام ولكنهم قريبون من الله سبحانه وتعالى..
الشيخ عبدالله الحوثري قال كلاماً مشبعاً بالدموع وهي ذات الدموع التي ذرفتها القيادات الرابطية حزناً على فقيدها الغالي منير جرادة، عضو الهيئة المركزية ورئيس فرع العاصمة عدن ورئيس الدائرة القانونية للحزب .
كلمة نقابة المحامين كانت هي الأخرى مشبعة بالدموع وهي تقف أمام المشوار المضني للفقيد في كل مراحل تأسيس وتفعيل النقابة والأدوار التي لعبها فارسهم منير جرادة ..
أما العزيز جبران شمسان فقد بدت لنا حباله الصوتية مشبعة بالدموع وهو يستعرض سيرة نثراً وشعراً فهو الفارس في المجالين وعبر عن اعتزازه بمشوار صداقته بالفقيد على مدى 46 عاماً، أي أنه بدأها معه عام 1971م.
منير جرادة رجل المعادلات الصعبة .. نعم إنه رجل المعادلات الصعبة  فهو رجل النيابة الحصيف ورجل المحاماة المقارع إلا أنه رجل النكتة .. رجل الحب .. رجل الابتسامة .. أراد له الله الخير كل الخير في كل مشوار عمره الذي بدأه بولادته في العاشر من نوفمبر 1948م وحتى وفاته يوم 28 مارس 2017م ودخل ميزان حسناته عمل جليل قدمه قبل وفاته عندما ترافع أمام المحاكم بكل درجاتها دفاعاً عن أرامل موظفين كبار منهم قضاة وموظفون وقياديون وتثبيت حقوقهن في معاشات أزواجهن بل ورفع المعاشات الى مستوى يليق بمكانة أزواجهن الكبار.
منير جرادة اختار حزب الكبارر.. حزب الرعيل الذي لا يتكرر ..
حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الذي تأسس في حافة القاضي في كريتر في 29 إبريل 1951م وقادته رجال من العيار الثقيل بحجم السيد محمد علي الجفري وشيخان الحبشي والسيد سالم عمر الصافي ومجموعة شيوخ من آل فريد وال عجرومة والسيد عبدالله علي الجفري والسيد زين صادق الأهدل (والد ذو النون)، ومن حق رئيس حزبه السيد عبدالرحمن بن علي الجفري أن يذكر بمناقب فقيده الغالي منير جرادة يوم انبرى مع زملائه بدر باسنيد وراقية حميدان وسقاف الهادي وأنغام جعفر هاشم وسلطان الجرادي الذين شدوا الرحال إلى المكلا دفاعاً عن حرائر حضرميات تعرضن للقذف من جنود الاحتلال الذين أخدتهم العزة بالإثم عندما أودعوهن السجن ظلماً وبهتاناً وهو موقف أدخلهم (أي المحامين) التاريخ من أوسع أبوابه فيما قذف بعرابدة الجند في مزبلة التاريخ..
رحم الله عزيزنا الغالي منير جرادة وأسكنه فسيح جناته وعصم الله قلوب أم أولاده، وأولاده: نذير ومحمد وعبدالله وشبيب وعزة وإيلاف.
خالص تعازينا لإخواننا في حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر..
 

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*