• عماد مهدي الديني
لماذا وضع القائد البحسني شروطا حاسمة لوجوده بقيادة الانتقالي؟
الثلاثاء 23 مايو 2023 الساعة 17:14
عماد مهدي الديني

مايجهله البعض من الحضارم وغيرهم بأن موافقة سيادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني، على أي انضمام إلى الإنتقالي الجنوبي أو قبول منصب نائب رئيس المجلس، كان وفق شروط حاسمة بضرورة استكماله للحوارات والتوافقات الجنوبية مع بقية القوى والفصائل والشخصيات الجنوبية التي لم يتمكن المجلس وفريق حواره الوطني برئاسة الاستاذ صالح الحاج، من إقناعهم بالمشاركة في رسم ملامح الدولة الجنوبية وإجراء مصالحة وطنية وعفوا عاما يتيح تهيئة أرضية مشتركة تسمح بجلوس الجميع على طاولة حوار وطني جنوبي شامل وتمكين الكل من المشاركة بكل حرية في وضع أفكارهم ورؤاهم للمستقبل السياسي للجنوب وصياغة الميثاق الوطني الجنوبي كمرجعية دستورية جامعة، لتنظيم العمل السياسي الوطني الجنوبي والاحتكام إلى بنوده بدلا من البندقية والعنف والصراع وجولات الاقتتال المتكررة على السلطة جنوبا. وهذا ما اوضحه القائد أبو سالمين، في تغريدة بحسابه بتويتر، كأول تعليق له على قرار تعيينه نائبا لرئيس المجلس الانتقالي، وأكده بشكل مباشر في رده على سؤال محاوره - ببرنامج بلا قيود على شاشة بي بي سي عربية- الإعلامي العربي المخضرم نور الدين زورقي، حينما سأله عن المقصود بتغريدته عن ضرورة استكمال الحوارات والمشاورات الجنوبية مع بقية المكونات والقوى والشخصيات السياسية والمجتمعية المختلفة بالجنوب. لذلك لا يمكن لشخصية قيادية بحجم اللواء البحسني أن يقبل على نفسه وتاريخه ومكانته الوطنية والشخصية، بأن يكون مجرد رقم خامل أضيف بموافقة عمياء منه إلى رئاسة أي مجلس قيادي أومكون سياسي وإنما مشروط بضرورة استيعابه للجميع وتحديد أهدافه بشكل واضح وجامع بالسير نحو تحقيق تطلعات الناس وآمال الشعب وانتزاع حقوقهم ومكاسبهم. ورأينا كيف كان صاحب قرار شجاع وكأول أعضاء مجلس القيادة الرئاسي تعليقا لمهامه، وذلك تعبيرا عن رفضه لاستمرار تجاهل مطالب حضرموت وعدم منحها اهم استحقاقاتها التنموية ومطالبها الحقوقية المشروعة، عوضا عن تقدير مكانتها الوطنية وماترفد به خزينة الدولة بأكثر من ثلثي موارد ميزانية الدولة اليمنية بكلها، بينما أهلها يعانون الأمرين منذ عقود نتيجة الاقصاء والتهميش والتنكر لهم وخيرات أرضهم المباركة التي لا تعود عليهم إلا بأمراض التلوث وسرطانات الأوبئة الناجمة عن مخلفات شركات النفط والغاز، وخاصة في مناطق الامتياز المحرومة من أبسط الخدمات التي تندرج في أولوية المسؤولية الاجتماعية لأي شركة نفطية عاملة بالوطن، لولا أن كبار لصوص الدولة يستولون على فتاتها المسروق من قبل أصحاب تلك الشركات اللصوصية الوهمية. وختاما.. يجب على كل حضرمي حر عزيز، وكل من ألقى السمع وهو بصير،أن يثق كل الثقة أن سعادة النائب العزيز ابو سالمين، هو الرقم الأصعب اليوم على الساحة الوطنية، سواء على مستوى مجلس القيادة الرئاسي أو على مستوى المشهد الحضرمي الجنوبي كنائب لرئيس المجلس الانتقالي الحاكم لأغلب محافظات جنوبنا المحرر وأن وجوده بأي موقع ليس إلا مصدر قوة جديدة لتمكينه أكثر من استمرار السير بكل قوة وصلابة، نحو انتزاع كل الحقوق الحضرمية التي يقاتل من أجلها بكل ما أوتي من قوة وخبرة وتجربة وطاقة، ليقينه بأن هذه المرحلة هي الفاصلة وطنيا وأن ماقبلها ليس كما بعدها حقيقة وخاصة بحضرموت التي لا يمكن أن تكون الا دولة أو عاصمتها على الاقل، كون هذا وضعها الحقيقي ومكانتها الطبيعية على خارطة المشهد الوطني الجنوبي ولا يمكن تجاهلها اطلاقا بعد اليوم، او القفز عليها فعلا كما قالها سيادته، امس الأول امام نخبة من كبار مقادمة ووجهاء واعيان حضرموت بالمكلا، وطمأن من خلالهم كل الحضارم بأن لا خوف ولا قلق على حضرموت ومستقبلها اليوم.

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*