ماهو الميني حجاب؟ ولماذاتحول الى ظاهرة تثير الجدل والسخرية بالأردن؟
الاثنين 25 فبراير 2019 الساعة 01:04

مراقبون برس- الجزيرة نت:
على طريقة بعض نجمات الدراما العربيات تختار شريحة من الفتيات الأردنيات ما يمكن أن نسميه الـ"ميني حجاب" لباسا عند الخروج، فمن ناحية هو يجاري الموضة، ومن ناحية أخرى يمكن أن يرضي العائلة والزوج ولو جزئيا، فتصنف محجبة في محيط اجتماعي عاد لتقديس الحجاب واعتباره معيارا دينيا وأخلاقيا منذ ثلاثة عقود تقريبا.
الحجاب.. بين الأمس واليوم
الأردن في المجمل مجتمع محافظ، لكن الحجاب بشكله الحالي -كما في بعض المجتمعات العربية- لم يكن منتشرا خلال عقود ماضية، ولكن ولأسباب عديدة -ربما يربطها البعض بأبعاد سياسية- فقد شهدت تسعينيات القرن الماضي عودة قوية لغطاء الرأس والثوب الطويل (الجلباب) أو العباءة.
ولو تسنى لك الاطلاع على ألبوم صور قديم لعوائل من سكان المدن فستجد أن أغلبية نساء العائلة غير ملتزمات بالحجاب ويرتدين تنانير الـ"ميني جوب"، ويحاكين في تسريحات شعرهن نجمات السينما العربية والعالمية، أما الآن فقد اختلف الوضع كثيرا، وبات من النادر جدا أن تجد فتاة أردنية بتلك الهيئة، ومعظمهن محجبات حتى لو كان حجابا مختصرا جدا لنا أن نسميه "ميني حجاب"، وفي أحيان يتندر البعض عليه ويسمونه "سيمي حجاب" أي شبه حجاب.
ما هو الـ"ميني حجاب"
تتعدد مظاهر وأصناف هذا الشكل الخفيف "المتقشف" جدا من الحجاب، فهو قد يأتي على شكل غطاء للرأس من الحرير أو الساتان ويكشف عن جزء من مقدمة الشعر (الغرة)، أو طاقية صغيرة تغطي أيضا جزءا من الشعر وتبقي بعض الخصل منسدلة على الخدين، وهو قابل للتطور مستقبلا بأن يتحول إلى باروكة أسوة بفنانات عربيات شهيرات.
أما الجلباب أو العباءة فلا يناسب مثل ذلك النوع من غطاء الرأس، فصاحباته يلبسن سراويل الجينز العملية، ولا سيما إن كن طالبات جامعة أو موظفات يتطلب عملهن كثرة الحركة.
آراء ومواقف متباينة
على الرغم من أن هذا الشكل من الحجاب منتشر وترتديه نسبة كبيرة من الفتيات -ولا سيما في العاصمة عمان- إلا أن الكثيرين لا يستسيغونه، ويعتبرونه تفريطا بـ"الحشمة" وتشتعل صفحات فيسبوك بالسخرية والنكات بشأنه، في حين تعتبره بعض الفئات حرية شخصية محضة غير مبدية أي موقف تجاهه.
وتقول الكاتبة الأردنية حنان الباشا "هو ليس حجابا لأنه لا يخفي الرقبة ولا الأذنين، هو مجرد موضة، كما تضع الملكة إليزابيث مثلا قبعات تخفي شيئا ولكنها غير محجبة، أنا أجده غير أنيق إن كن صاحباته ينشدن الأناقة، هذه وجهة نظر خاصة، ولمن يضعنه حرية رؤيته مناسبا لهن أو الاقتناع بأنه حجاب".
وترى الإعلامية الأردنية لينا العساف أن الاحتشام داخلي بالأساس، وتضيف "هنالك من تلبس الحجاب رغما عنها أو بسبب تقاليد اجتماعية فتتبرج مثل أي "سافرة".. أنا شاهدت فتاة في دورة مياه المول تحمل ملابسها في حقيبتها، وتقوم بتغيير ملابسها داخل دورة المياه وتخلع الحجاب.. الحجاب شيء جميل إذا كان عن قناعة وحب".
كما يرى آخرون أن اللباس في النهاية حرية شخصية، وأن جوهر الإنسان يكمن في سلوكياته وتصرفاته لا مظهره وملبسه، حيث يقول الناشط محمد الصادق "ليلبس كل شخص سواء كان رجلا أو امرأة ما يريد، المهم في النهاية أن يكون سلوكه حضاريا ولا يؤذي الآخرين".
الظروف والمواسم
ويرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك محمد الشناق أن مفهوم الحجاب كشكل تطور واختلف نتيجة ظروف الحياة، وتابع "الحجاب في المجتمع تجده في مواسم مختلفة تبعا للظرف والمرحلة والحالة التي تعيشها الفتاة أو المرأة، فتجد بعضهن يتحجبن ويتقيدن باللباس (المحتشم) وعلى أصول الحجاب التقليدي، وأخريات يمارسنه بسبب الظروف العائلية وإجبار بعض الأسر بناتها، فيلتزمن بالحجاب لعدم التصدي أو مقاومة رغبات الأسرة التقليدية المحافظة".
ويشير إلى أن الحجاب قد يكون سلوكا ومظهرا موسميا، ويتابع "وأخريات يلتزمن بالحجاب في المواسم التي تتطلب ذلك، في شهر رمضان مثلا، أو في فترات العزاء بفقدان عزيز".
لكن أغلبية كبيرة ترى أن اللباس المحتشم أساسه ديني، وهو يعبر عن الالتزام.
وبين الرفض والتقبل والتحفظ يبقى الـ"ميني حجاب" قضية جدلية وإشكالية ليس في الأردن فقط، وإنما في كثير من الدول العربية والإسلامية.

إضافة تعليق
الأسم*
الموضوع*
نص التعليق*