تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها توجيه ضربات عسكرية محتملة ضد جماعة الحوثيين فى اليمن، بحسب ما ذكرت وكالة «بلومبرج».

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه يجرى التخطيط لإجراءات تهدف إلى شل قدرة الحوثيين على استهداف السفن التجارية، من خلال ضرب الجماعة المسلحة، وفقًا لأربعة أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أثناء مناقشة المداولات الداخلية، وأكدوا أن الولايات المتحدة لا تزال تريد أن تنجح الدبلوماسية، ولم تقرر المضى قدمًا.

 

وأشارت بلومبرج إلى أن قوة المهام البحرية المعلن عنها حديثا، والتى تهدف إلى حماية السفن التجارية فى البحر الأحمر، قد لا تكون كافية للقضاء على التهديد الذى يهدد الممر المائى الحيوي.

 

وأعلنت الولايات المتحدة أمس الأول الاثنين عن قوة عمل بحرية جديدة للدفاع عن السفن التجارية من العدوان فى البحر الأحمر فى محاولة لإحباط جماعة الحوثى المتمردة التى هاجمت السفن التجارية وأجبرت الشركات على تعليق الطرق عبر المنطقة.

 

وقال وزير الدفاع لويد أوستن إن عملية «حارس الازدهار- Prosperity Guardian» ستكون مبادرة أمنية جديدة تشمل عدة دول: المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.

 

وتندرج فرقة العمل ضمن القوات البحرية المشتركة، وهو تحالف متعدد الجنسيات مكلف بالدفاع عن ممرات الشحن فى العالم.

 

وستتم إدارة عملية «حارس الازدهار» على وجه التحديد من قبل فرقة العمل 153، وهى أحد مكونات القوات البحرية المشتركة التى تدافع عن البحر الأحمر ومضيق باب المندب بالقرب من اليمن وخليج عدن.

 

وقال أوستن للصحفيين فى مؤتمر صحفى يوم الاثنين إن الحوثيين «انتهكوا القانون الدولي» من خلال مضايقة السفن فى البحر الأحمر.

 

وقال أوستن: «لذا فإننا نتخذ إجراءات لبناء تحالف دولى لمواجهة هذا التهديد»، وتابع: «هذه ليست مجرد قضية أمريكية- إنها مشكلة دولية، وتستحق استجابة دولية».

 

وقال أوستن إنه سيعقد أيضًا اجتماعًا مع الزعماء الأجانب لمناقشة الجهود المبذولة للحفاظ على البحر الأحمر خاليًا من الهجمات.

 

رد الحوثي

من جانبها أكدت جماعة الحوثى أنها «لا نمثل أى تهديد لأى دولة»، مشيرة إلى أنها تستهدف فقط السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة نحو الموانئ الإسرائيلية.

 

وأضافت جماعة الحوثى أن التحالف، الذى تقوده الولايات المتحدة، يهدف إلى تشجيع الاحتلال على مواصلة جرائمه الوحشية فى غزة، معتبرة أن التحالف «جزء لا يتجزأ من العدوان على الشعب الفلسطيني».

 

كما تبنت الجماعة أمس الأول الاثنين، استهداف سفينتين لهما ارتباط بإسرائيل فى البحر الأحمر.

 

وتابعت، فى بيان لهم، أن الحوثى «نفذت عملية نوعية ضد سفينتين لهما ارتباط بالكيان الصهيونى الأولى سفينة سوان أتلانتيك محملة بالنفط، والأخرى سفينة أم أس سى كلارا تحمل حاويات وقد تم استهدافهما بطائرتين بحريتين».

 

فاقت الهجمات أكثر من 10 على السفن فى المنطقة من قبل الحوثيين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.

 

ردود أفعال دولية

وألقت عمليات الحوثى صداها على حركة التجارة الدولية مع إعلان شركات الشحن العالمية إعادة توجيه سفنها المارة عبر مضيق باب المندب، إلى طرق أخرى،

 

وأعلنت شركة ميرسك الدنماركية، وانضمت لها شركة «شحن البحر الأبيض المتوسط- MSC» السويسرية الإيطالية، وشركة «Hapag-Lloyd» الألمانية، إنها إرسال سفنها حول إفريقيا، عبر طريق رأس الرجاء الصالح، بدلا من الإبحار عبر البحر الأحمر، بسبب هجمات الحوثي، وتمثل تلك الشركات مجتمعة حوالى 41.3% من سوق الحاويات فى العالم، وفق قاعدة بيانات «alphaliner».

 

وقالت شركة شحن الحاويات (ميرسك) إنه يجب الإسراع فى إطلاق عملية متعددة الجنسيات أعلنت عنها الولايات المتحدة لحماية التجارة فى البحر الأحمر لتقليل حجم التأثير على الشحن العالمي.

 

وقالت رباب رأفت بولس، رئيسة البنية التحتية فى شركة ميرسك «مع زيادة عدد السفن المتأثرة فى المنطقة بصورة سريعة، سيكون من الضرورى للتحالف المضى قدما بسرعة من أجل تقليل التأثير السلبى المباشر على التجارة العالمية».